في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، أصبحت "المنازل الذكية" من أبرز مظاهر التحول الرقمي في حياتنا اليومية لم يعد المنزل مجرد مكان للإقامة، بل تحوّل إلى مساحة ذكية تتفاعل مع ساكنيها، وتوفر لهم الراحة، والأمان، وكفاءة استهلاك الطاقة، من خلال أنظمة متقدمة يمكن التحكم بها عن بُعد ومع تزايد الاهتمام بهذا المفهوم، ظهرت العديد من التساؤلات حول كيفية عمل هذه الأنظمة، تكلفتها، مدى أمانها، ومدى سهولة استخدامها في هذا المقال، نستعرض أبرز الأسئلة الشائعة حول المنازل الذكية، ونقدم إجابات مبسطة تساعدك على فهم هذا العالم المتطور.
المنزل الذكي هو عبارة عن منزل يستخدم أجهزة متصلة بالإنترنت لتمكين المُراقبة عن بُعد وإدارة الأجهزة والأنظمة مثل التدفئة، التبريد، الإضاءة، والأمن وغير ذلك وفقًا لصناعة المنزل الذكي فالحوسبة المُتطورة وشبكة الجيل الخامس تعمل على تقليل زمن الوصول لتوفير السرعة والمزيد من الراحة للمُستخدم من خلال التشغيل الآلي للمنزل فالذكاء الإصطناعي والإبتكارات الروبوتيّة وأجهزة الإستشعار تعني أن منزلك قد يكون أكثر ذكاءً من أي وقت مضى.
قد يكون للمنازل الذكية في المُستقبل وعي سياقي مما يعني أنها ستعرف مكانك وماذا تفعل، كما أنه سيُمكنهم ذلك من تزويدك بالمعلومات والمُساعدة دون الحاجة إلى طلب ذلك، إذ يُمكّن مُديرو المنزل الذكي أجهزة إنرنت الأشياء من الإتصال وأتمتة العمليات والتحكّم فيها من قبل مصدر واحد مثل المُساعد الذكي أو تطبيق الهاتف المحمول، كما يعمل قطاع المنزل الذكي من خلال تبادل المعلومات بين الأجهزة والأشياء في المنزل.
تتعدد المزايا لإمتلاك منزل ذكي بما في ذلك زيادة الراحة وتعزيز الأمن والإستدامة وانخفاض فواتير الطاقة، حيث تم تجهيز المنزل الذكي بتقنية تسمح له الإتصال بالأجهزة الذكية وتمنح صاحب المنزل مزيدًا من التحكّم في بيئته، فهذا الإتصال يوفّر مستوى أعلى من الراحة من خلال السماح لمالك المنزل بتخصيص منزله وفقًا لإحتياجاته الخاصّة، إذ يُمكن ضبط مُنظم الحرارة لضبط درجة الحرارة تلقائيًا بناءً على الوقت من اليوم أو ما إذا كان شخص ما في المنزل، فضلاً عن أنها توفّر ميّزات أمان مُحسّنة مثل المُراقبة عن بُعد والإضاءة التلقائيّة التي تجعل منزلك أكثر أمانًا فالمنازل الذكية هي أكثر استدامة من المنازل التقليديّة لأنها تكون مُجهزة بأجهزة وتركيبات موفرة للطاقة تُساعد في الحفاظ على الموارد.
نعم هُناك مخاطر مُرتبطة بامتلاك منزل ذكي، بدايةً وقبل كل شيء هو موضوع الأمن فمع وجود العديد من الأجهزة المُتصلة بالإنترنت يكون من السهل على المُتسللين الوصول للمعلومات الشخصيّة الحسّاسة، فضلاً عن ذلك يُمكن استخدام الأجهزة الذكيّة لجمع البيانات عن الأفراد دون علمهم أو مُوافقتهم هذا من شأنه أن يُثير مخاوف خصوصيّة خطيرة.
بالطبع يوجد عدد من مخاوف الخصوصيّة الموجودة في المنازل الذكية، أولاً يتم جمع بيانات خصوصيّة المُستهلكين سرًا ودون علمهم أو مُوافقتهم، وبعد ذلك يُمكن استخدام هذه البيانات لمجموعة مُتنوعة من الأغراض بما في ذلك التسويق والإعلان، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما تكون الأجهزة الذكية غير آمنة مما يعني أنه يُمكن للمُخترقين الوصول إليها واستخدامها لجمع البيانات الشخصيّة أو حتى التحكّم بالأجهزة بأنفسهم وهذا بدوره يُشكّل خطر كبير على سلامة وأمن السكّان.
الذكاء الإصناعي لديه القدرة على إحداث ثورة في المنازل الذكية، فالمنازل الذكية قادرة على التعلّم والتكيّف مع احتياجات السكّان، فالأجهزة التي تعمل بالذكاء الإصطناعي ستكون قادرة على التفاعل مع بعضها البعض والحصول على بيانات جديدة تُساعد في تعلّم السلوك البشري، سيسمح ذلك للمنازل الذكية بتوفير مستوى أعلى من الراحة لشاغليها بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يُساعد في تقليل استهلاك الطاقة من خلال إدارة البُنية التحتية للمنزل بشكلٍ أكثر كفاءة.