يُعدّ انهيار المباني من أخطر الحوادث التي تُهدد الأرواح والممتلكات، وتنتج هذه الظاهرة عن تداخل معقّد بين عوامل طبيعيّة مثل الزلازل والسيول، وعوامل بشريّة تتعلق بسوء التخطيط أو الإهمال في التنفيذ والصيانة، في هذا المقال، نستعرض أبرز الأسباب التي قد تُؤدي إلى انهيار المبنى، سواء كانت بيئيّة أو ناجمة عن أخطاء هندسيّة أو مواد بناء غير مطابقة للمواصفات، إذ أن فهم هذه العوامل يُشكّل خطوة أولى وأساسيّة نحو الوقاية وضمان السلامة الإنشائية للمباني.
1- شروخ وتصدعات في الجُدران
تُعد الشروخ في الجُدران من أكثر المشاكل شيوعًا في المباني، يُمكن أن تكون هذه الشروخ سطحيّة أو عميقة وتحدث نتيجة عدّة عوامل منها التغيّرات المُفاجئة في درجات الحرارة التي تؤدي إلى تمدد وانكماش المواد وبالتالي يُسبب الشروخ، بالإضافة إلى ذلك إذا كان الأرض تحت الأساسات غير مُستقرة من المُمكن أن يحدث هبوط غير مُتساوٍ للمبنى مما يؤدي إلى ظهور التصدّعات، علاوةُ على استخدام مواد بناء ذات جودة رديئة أو خلل في خلط المواد يُمكن أن يؤدي إلى شروخ في الجُدران.
2- التسريب في الأنابيب والتوصيلات
يُعد التسريب من المشاكل الشائعة التي بدورها تؤثر على الهيكل الإنشائيّ للمباني فقد يتسرّب الماء من الأنابيب الداخليّة أو من الأسطح الخارجيّة نتيجةً لعدّة أسباب من اهمها تلف الأنابيب الذي يحدث بسبب استخدام مواد غير مُطابقة للمُواصفات أو بسبب التمدد والإنكماش نتيجةً لحدوث تغيّرات في درجة الحرارة، بالإضافة إلى الصيانة غير الجيّدة التي تؤدي إلى ظهور التسريبات واستخدام مواد رديئة الجودة في التوصيلات مما يؤدي إلى حدوث التسريبات.
3- مشاكل الأساسات
تُعد الأساسات هي أساس استقرار أي بناء وعندما تكون هُنالك مشاكل فيها يُمكن أن تؤدي إلى تدمير الهيكل ككل ومن أبرز مشاكل الأساسات هي التسوية غير المُتوازنة إذا كانت التُربة تحت الأساس غير مُستقرة أو تمَّ تنفيذ عملية التأسيس بشكلٍ غير سليم مما قد يؤدي إلى حدوث هبوطٍ غير مُتساوٍ في المبنى وارتفاع مستوى المياه الجوفيّة قد يؤدي إلى تآكل الأساسات مما قد يُضعف استقرار المبنى.
4- الرطوبة والعفن
تُعد الرطوبة من أكثر المشاكل التي تؤثر على جودة المباني خاصةً في المناطق ذات الرطوبة العالية إذ تتسبب الرطوبة في ظهور العفن الذي يضر في الصحة ويُسبب تدهور في الجدران، كما أن تراكم الرطوبة يؤدي إلى تآكل الحديد في الخرسانة المُسلحة.
5- تآكل الخرسانة
يُمكن أن يحدث تآكل الخرسانة نتيجةً لعدّة عوامل بما في ذلك التفاعلات الكيميائيّة مثل تفاعل الإسمنت مع الكبريتات في التُربة أو الماء والرطوبة، إذ يؤدي تراكم المياه إلى تآكل الخرسانة وتلف الأسطح الخارجيّة للمبنى.
1- أخطاء في التصميم الهندسيّ
كثيرًا ما تحدث أخطاء في التصميم الهندسي تؤدي بدورها إلى حدوث الكوارث، وتكون مُرتطبة بقُدرة تحمل المبنى لمُقاومة الرياح أو الزلازل وغيرها من العوامل الطبيعيّة التي قد تُسبب حدوث الإنهيارات كذلك هُناك بعض التصاميم التي لا تُراعي الأوزان الزائدة التي يتم تحميلها على المبنى فلا تكون هذه التصميمات دقيقة بما فيه الكفاية مما يتسبب في إنهيار المبنى بشكلٍ مُفاجئ.
2- إهمال الرقابة على المباني
الجدير بالذكر أنه من المهام الرئيسيّة للرقابة الخاصّة بالمباني هي التأكد من جودة الخامات والمواد المُستخدمة في البناء ولإهمال هذا الأمر عواقب وخيمة على الفرد، فقد يفتقد العُمّال والمُهندسين في كثيرٍ من الأحيان الخبرة الكافية لمعرفة الخامات الأصلح لهم، كما أن عدم وجود الرقابة يُعتبر دافعًا للكثير من المُخالفين للقيام بأعمال إنشائيّة غير مُطابقة للمواصفات القانونيّة.
3- الترميم بشكلٍ خاطئ
على الرغم من أن الترميم يهدف إلى جعل المبنى في حالة أفضل إلّا أنه في كثيرٍ من الأحيان يكون سببًا في إحداث أضرار به إذا لم يتم بطريقة مدروسة وسليمة إذ يجب أن تتم هذه العمليّة من خلال خطّة ذات معايير مُعينة لا تُسبب الخلل في اتزانه وأن يتم استخدام مواد مُناسبة لا تؤدي إلى حدوث أي تلف في أساسيّات المبنى.
4- وجود مبانٍ مُتلاصقة ومُتجاورة
عندما يكون هناك مبانٍ مُتجاورة أو مُتلاصقة لبعضها البعض يكون خطر تعرّضهم للإنهيار في آنٍ واحد أمرًا وارد الحدوث لذلك يجي الحرص عند القيام ببناء مبنى أن تتم دراسة جميع الإحتمالات ووضع الإجراءات اللازمة في حالة انهيار أي مبنى من المباني المُجاورة كي لا يحدث فيه أي ضرر.
5- عدم اختيار التُربة بشكلٍ جيّد
التُربة هي الأساس الذي يتم بناء المنشآت فوقه لذلك فإن دراستها ومعرفة ما تستطيع أن تتحمّله يُعد من الأمور الهامّة التي يجب الإهتمام بها جيدًا فمن خلال اختبار التُربة يتم معرفة الحد الأقصى لعدد طوابق المبنى، بالإضافة إلى نوع حديد التسليح المُناسب وغير ذلك وفي حال تمَّ إهمال هذا الأمر فإن التربة لن تتحمّ المبنى مما سيعرّضه للتصدعات والإنهيار بشكلٍ تام.