التشطيبات المُقاومة للعوامل الجويّة

تُعد التشطيبات المعمارية من العناصر الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على جمالية المباني وكفاءتها الوظيفيّة، إلا أن أهميتها لا تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل تمتد لتشمل دورًا حيويًا في حماية المنشآت من التأثيرات البيئية المختلفة، ومع تزايد التحديات المناخية وتغير الظروف الجوية، برزت الحاجة إلى استخدام تشطيبات مقاومة للعوامل الجوية، قادرة على تحمّل تقلبات الطقس مثل الأمطار الغزيرة، أشعة الشمس الحارقة، الرياح القوية، والرطوبة العالية تهدف هذه التشطيبات إلى إطالة عمر المباني، وتقليل تكاليف الصيانة، وضمان بيئة معيشية أو عمل أكثر راحة وأمانًا في هذا المقال، سنتناول أنواع التشطيبات المقاومة للعوامل الجوية، خصائصها، وآخر التطورات في هذا المجال، مع التركيز على المعايير الواجب مراعاتها عند اختيار المواد المناسبة.

1- حماية ضد الرطوبة وتسرّب المياه

واحدة من أهم التحديّات التي يواجهها المبنى هي الرطوبة وتسرّب المياه خاصةً في فصل الشتاء نظرًا لكثرة الأمطار في العاصمة عمّان، حيث أن التشطيبات المُقاومة للرطوبة تتضمن استخدام مواد عازلة سواء في الأرضيّات أو في الجُدران من شأنه أن تمنع دخول المياه وتُقلل من تأثير الرطوبة على البنية، فهذه التشطيبات لا تحمي الشقق من الداخل فقط وإنما تجعل الجُدران متينة وتزيد من عمرها الإفتراضي.

2- تحمّل الحرارة العالية وأشعة الشمس

يُعد استخدام طلاءات مُقاومة للحرارة وللأشعة فوق البنفسجيّة يوفّر طبقة حماية للجُدران، وهذه الطلاءات تمنع تصدّع الدهانات وتُقلل من تلاشي الألوان بحيث يظل المبنى مُحتفظ بجماله لفترة أطول، فبعض الناس قد تلجأ إلى استخدام مواد مثل الجبس المُعالج أو البلاستر الخارجية وهذه المواد تُعرف بتحملّها للحرارة وتُعتبر ايضًا خيار مثالي للأشخاص الذين يُفضّلون الحفاظ على برودة المنزل دون الإعتماد الكُلّي على أجهزة التكييف.

3- مُقاومة التآكل والعوامل الجويّة المُتقلبة

التآكل هي من المشاكل التي تواجه كل مبنى مع مرور الوقت خاصةً إذا ما كانت التشطيبات غير مُقاومة للعوامل الجويّة المُتغيرة، اذ ان استخدام الدهانات المُقاومة للتآكل مثل الدهانات الأساس التي تكون خاصّة للأسطح المعدنيّة، يُساعد في تقليل تأثير الرياح والأتربة على الشقق ويزيد من متانة وقوة المبنى، فالتشطيبات التي تُقاوم التآكل تضمن للساكنين حماية تدوم وتُقلل تكاليف الصيانة على المدى الطويل.

4- التشطيبات العازلة للصوت

من النقاط التي تُعتبر أساسيّة للأشخاص الذين يسكنون في شقق خاصةً إذا كانوا في مناطق مُزدحمة أو قريبة من الشوارع هي التشطيبات العازلة للصوت، فالعزل الصوتي يوفّر حماية من الضجيج ويزيد من راحة السكّان داخل بيوتهم، لذا فإن استخدام المواد مثل الجبس العازل أو الألواح الفليّن بين الجُدران والأرضيّات يُعد حلاً فعّالا يدوم لفترة طويلة، فبعض التشطيبات تتضمن أيضًا زجاج النوافذ العازل للصوت والتي يكون مُضاف إليه طبقة عازل تُساعد في تقليل الضوضاء الخارجية فهذه المواد تعزل الشقق بشكلٍ مثاليّ عن المُحيط الخارجي وتزيد من راحة السكّان.

5- التشطيبات الصديقة للبيئة

تتميّز التشطيبات بكونها مصنوعة من مواد طبيعيّة وتُساهم في تقليل استهلاك الطاقة، على سبيل المثال الطلاءات الباردة تعمل على عكس الحرارة وتقلل من حاجة استخدام المُكيّفات، وهذا يُساعد في تقليل استهلاك الطاقة ويُقلل من فاتورة الكهرباء، فالإختيار لهذا النوع من التشطيبات يُعتبر استثمار ذكي على المدى البعيد لأن المبنى يحتاج صيانة أقل ويعتمد على أقل مواد من ناحية الطاقة.

6- الأرضيّات المُقاومة للإنزلاق

تُعتبر الأرضيّات المُقاومة للإنزلاق خيار مهم جدًا خاصةً في الحمّامات والمطابخ فهذه الأرضيّات تُقلل من خطر الحوادث داخل المنزل وتوفّر أمان أكبر للعائلة خاصةً إذا كان هناك أطفال أو كبار سن، فالأرضيّات السيراميكيّة أو البلاط الخاص المُضاد للإنزلاق يتميّز بجودته العالية وقُدرته على تحمّل الرطوبة ويدوم لفترات طويلة دون حدوث أي تلف، فهذه المواد تُعد استثمار جيّد لأن السلامة داخل الشقة أمر مُهم جدًا.

7- المواد المُقاومة للبكتيريا والعفن

يُعد العفن والرطوبة من المشاكل التي تحدث مع مرور الوقت، خاصةً إذا كانت التشطيبات غير مُقاومة للبكتيريا أو الفطريات، لذا فإن استخدام دهانات مُضادة للبكتيريا أو مواد عازلة تمنع تكوّن العفن يُعتبر خطوة مهمة ووقائيّة، فاستخدام هذه المواد من شأنه أن يمنع تكاثر الفطريّات ويُحافظ على نظافة وصحّة الجو داخل الشقة، ويُعتبر هذا أمر مهم خاصةً للعوائل التي لديها أطفال تُعاني من الحساسيّة.